Sunday, April 2, 2023

 فرحة الصمود في وجه المعاصي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحبتي في الله، إن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده هي نعمة الإيمان والتقوى، والتي تجعل الإنسان يقاوم هواه وشهواته، ويصبر على الطاعة والعبادة، ويجتنب المعاصي والمحرمات. فإن هذا هو الصمود في وجه المعاصي، وهو من أسباب دخول الجنة ونيل رضوان الله.


ولكن كيف نحصل على هذا الصمود؟ وكيف نستمتع بفرحته؟


إن فرحة الصمود في وجه المعاصي لا تأتي من فراغ، بل تأتي من إدراك حقيقة المعصية وخطورتها، وإدراك حقيقة الطاعة وثوابها. فإذا علم الإنسان أن المعصية تبعد عن الله، وتورث الذنوب والآثام، وتحرم من الخيرات والبركات، وتجلب الشقاء والبلاء في الدنيا والآخرة، فسيكرهها وسيبغضها، وسيحافظ على نفسه منها. وإذا علم أن الطاعة تقرب إلى الله، وتزكي النفس والقلب، وتجلب المغفرة والرحمة، وتدخل في رحاب الجنة والنعيم، فسيحبها وسيرغب فيها، وسيزداد فيها إخلاصًا وانشراحًا.


ومن هنا يظهر لنا أن فرحة الصمود في وجه المعاصي هي فرحة إيمانية، تستوجب التوفيق من الله، والثبات على دينه، والإخلاص له في قوله وفعله. فلا يكفي أن نقول نحن مؤمنون، بل يجب أن نثبت ذلك بأفعالنا. فالإيمان ليس مجرد قول باللسان، بل هو عمل بالجوارح. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15].


فأسأل الله أن يزيدنا إيمانًا، وأن يثبتنا على طاعته

No comments:

Post a Comment